ومثلُه (¬1) أيضًا قولُه تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا} [العنكبوت: 8] , وذلك عامٌّ في المؤمِنَيْن والكافِرينَ، ثم قال: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا} [العنكبوت: 8] وذلك خاص بالكافِرينِ.
فكلُّ جملةٍ من الجمل في هذا القسم والذي قبلَهْ تُحْمَلُ على مُقْتَضاها من عُمومٍ وخُصوصٍ، تَقَدَّمَتْ أو تأخَّرَتْ، ولا (¬3) يُخَصُّ بها الجُمْلَةُ الأخرى؛ خلافًا لبعضِ مُحَقِّقي الأُصوليينَ (¬4)؛ لأنَّ ذلكَ مُقتضى صيغةِ
¬__________
(¬1) هذه الآية تمثيل لنفس ما ذكر في التعليق السابق. انظر: "البحر المحيط" للزركشي (3/ 236).
(¬2) هذه المسألة يعبر عنها الأصوليون بقولهم: عطف العام على الخاص لا يجب أن يكون مخصوصًا بما عطف عليه من الخاص، بل يبقى على عمومه.
انظر: "نهاية السول" للإسنوي (1/ 545)، و"البحر المحيط" للزركشي (3/ 237)، و"الاستعداد لرتبة الاجتهاد" للمؤلف (1/ 395).
(¬3) في "ب": "فلا".
(¬4) لعله يعني: إمام الحرمين وأبا الحسين البصري، كما تقدم.