كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 1)

5/ 5 - وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - عبد الرحمن بن صخر الدوسي - رضي الله عنه -، أَنَّ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِذَا أَحْسَنَ أَحَدُكُمْ إِسْلاَمَهُ, فَكُلُّ حَسَنَةٍ يَعْمَلُهَا تُكْتَبُ لَهُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، وَكُلُّ سَيِّئَةٍ يَعْمَلُهَا تُكْتَبُ لَهُ بِمِثْلِهَا حتى يَلْقَى الله تعالى" أخرجه الشيخان (¬1) [صحيح].
قوله: "عبد الرحمن بن صخر":
أقول: جزم المصنف باسمه واسم أبيه، وفيهما خلاف كثير [21/ ب] قال ابن عبد البر في "الاستيعاب" (¬2): اختلفوا في اسم أبي هريرة واسم أبيه اختلافاً لا يحاط به ولا يضبط، ثم قال: ومثل هذا الاختلاف والاضطراب لا يصح معه شيء يعتمد عليه إلا أن عبد الله أو عبد الرحمن هو الذي يسكن إليه القلب في اسمه في الإسلام.
قال الحاكم أبو أحمد (¬3): أصح شيء عندنا في اسم أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر، وقد غلبت كنيته عليه فهو كمن لا اسم له.
أسلم أبو هريرة عام خيبر، وشهدها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم لزمه وواظب عليه رغبة في العلم راضياً بشبع بطنه، وكان يده مع يد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدور معه حيثما دار، وكان من أحفظ أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان يحضر ما لا يحضر سائر المهاجرين والأنصار لاشتغال المهاجرين بالتجارة والأنصار بحوائطهم، وقد شهد له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأنه حريص على العلم والحديث، وقال له: يا رسول الله! إني قد سمعت منك حديثاً كثيراً، وإني أخشى أن أنسى.
¬__________
(¬1) البخاري رقم (42) ومسلم رقم (205/ 129).
(¬2) في الاستيعاب (ص 442 رقم 1529) و (ص 862 رقم 3183).
(¬3) في كتابه: "الكنى" الذي لم يطبع إلا إلى حرف (خ).

الصفحة 137