كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 1)

محمداً عبده ورسوله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً. قال: صدقت. فعجبنا له يسأله ويصدقه. قال: فأخبرني عن الإيمان. قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره. قال: صدقت. قال: فأخبرني عن الإحسان، قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك. قال: فأخبرني عن الساعة. قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل. قال: فأخبرني عن إمارتها؟ قال: أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة "وليس عند مسلم العالة" رعاء الشاء يتطاولون في البنيان. قال: ثم انطلق فلبثت ملياً" هذا لفظ مسلم، وعندهم: "فلبثت ثلاثاً ثم قال: يا عمر! أتدري من السائل؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: فإنه جبريل - عليه السلام - أتاكم يعلمكم دينكم" أخرجه الخمسة إلا البخاري (¬1)، وزاد أبو داود (¬2) في أخرى بعد صوم رمضان: "والاغتسال من الجنابة".
وله في أخرى (¬3): وسأله رجلٌ من مزينة أو جُهينة فقال: يا رسول الله! فيم نعملُ في شيء خلا ومضى؟ فقال الرجلُ: أو بعض القوم: ففيم العمل؟ قال: إن أهل الجنة ييسرون لعمل أهل الجنة، وإن أهل النار ييسرون لعمل النار".
وأخرج البخاري (¬4) - رحمه الله - نحوه عن أبي هريرة وهي رواية لهم إلا الترمذي (¬5) - رحمه الله -، وفيه أن تعبد الله لا تشرك به شيئاً مكان أن تشهد
¬__________
(¬1) أخرجه مسلم رقم (8) وأبو داود رقم (4695) والترمذي رقم (2610) والنسائي رقم (4990) وابن ماجه رقم (63)، وهو حديث صحيح.
(¬2) في "سننه" رقم (4697) وصححه المحدث الألباني مع العلم أن قوله: "والاغتسال من الجنابة" تفرد به علقمة بن مرثد، وهو ثقة، لكن تفرده بهذه الزيادة في هذا الحديث يعتبر شذوذاً عند البعض.
(¬3) أي: لأبي داود رقم (4696) وهو حديث صحيح.
(¬4) في صحيحه رقم (50).
(¬5) مسلم رقم (9، 10) وأبو داود رقم (4698) والنسائي رقم (4991).

الصفحة 152