كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 1)

وأنه يقول بتكفير العوام. فقد أنكره أبو القاسم القشيري (¬1) وقال: هذا كذب وزور. وقال أبو منصور في "المقنع": أجمع أصحابنا أن العوام مؤمنون عارفون بالله وأنهم حشو الجنة للأخبار والإجماع فيه، وهذا لا ينبغي أن يرتاب فيه. قال: وقد نقل الكيا [13/ أ] في تعليقه إجماع الأصحاب أنهم مؤمنون.
قلت: وفيهم قال أبو القاسم البلخي: هنيئاً للعامة هنيئاً لهم السلامة. وقال: أموت على دين العجائز.
وقد بسطنا هذا في محله، ويأتي كلام الخطابي قريباً.
قوله: "أخرجه أبو داود (¬2) والنسائي" (¬3).
الحديث الثامن:
21/ 8 - وعن معاوية بن الحكم السلمي - رضي الله عنه - قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: إن لي جارية كانت ترعى غنماً لي فجئتها وقد فقدت شاة فسألتها عنها، فقالت: أكلها الذئب فأسفت عليها، وكنت من بني آدم فلطمت وجهها وعلي رقبة أفأعتقها؟ فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أين الله تعالى؟ " قالت: في السماء، قال: "فمن أنا" قالت: أنت رسول الله فقال: "اعتقها فإنها مؤمنة". أخرجه مسلم (¬4)، ومالك (¬5)، وأبو داود (¬6)، والنسائي (¬7).
¬__________
(¬1) ذكره الزركشي في "البحر المحيط" (6/ 278).
(¬2) في "السنن" رقم (3283) وقد تقدم.
(¬3) في السنن رقم (3653) وقد تقدم. وهو حديث حسن.
(¬4) في صحيحه رقم (537).
(¬5) في الموطأ (2/ 776 - 777).
(¬6) في السنن رقم (3282).
(¬7) في السنن رقم (1218)، وهو حديث صحيح.

الصفحة 162