كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 1)

ولم يلبسوا إيمانهم بظلم. يقولون: بشرك. والذين قالوا: ربنا الله ثم استقاموا فلم يرجعوا إلى عبادة الأوثان.
وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات (¬1) عن ابن عباس في: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} قال: "على شهادة أن لا إله إلا الله".
26/ 13 - وعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ صَلَّى صَلاَتَنَا، وَاسْتَقْبَلَ قِبْلَتَنَا، وَأَكَلَ ذَبِيْحَتَنَا فَهُوَ المُسْلِم" أخرجه النسائي (¬2) وهو طرف من حديث طويل أخرجه البخاري (¬3) وأبو داود (¬4) والترمذي (¬5) - رحمه الله -. [صحيح].
قوله: "وصلى صلاتنا" أي: الخمس المفروضة علينا وهي لا تتم بجميع صفاتها وهيئاتها، ومنها: استقبال القبلة، فقوله: "واستقبل قبلتنا" ذكر لأعظم واجبات الصلاة عناية بشأنه.
وقوله: "وأكل ذبيحتنا" أي: ما ذبحه أهل الإسلام فهو المسلم؛ لأنه قد اتصف بخصال الإسلام فإن إقامة الصلاة [44/ ب] لا يكون إلا بعد التصديق بالله وبرسله، وأكل ذبائح أهل الإسلام من جملة خصاله، وإنما كان - صلى الله عليه وسلم - يصف لكل سائل ما يعلم أنه إلى معرفته أحوج، وأن خطابه أهم وإسلامه بفعله وقوله أتم.
¬__________
(¬1) عزاه إليه السيوطي في "الدر المنثور" (7/ 322).
وذكره ابن كثير في "تفسيره" (12/ 235) وعزاه إلى ابن أبي حاتم من طريق حفص عن الحكم عن عكرمة عن ابن عباس قوله.
(¬2) في "سننه" رقم (3966 - 3969).
(¬3) في "صحيحه" رقم (392).
(¬4) في "سننه" رقم (2641).
(¬5) في "سننه" رقم (2608).

الصفحة 175