كتاب التحبير لإيضاح معاني التيسير (اسم الجزء: 1)

فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: وَالله إِنِّي لأُنْكِرُ نظَرَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، مَا أَدْرِي مَا حَدَثَ فِيَّ؛ فَقَالُوا: خَرَجَ فَرَأَى قُبَّتَكَ. فَقَالَ: لِمَنْ هَذهِ؟ فَأَخْبَرْنَاه, فَرَجَعَ الرَّجُلُ إِلَى القُبَّةٍ فَهَدَمَهَا حَتَّى سَوَّاهَا بِالأَرْضِ، فَخَرَجَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ذَاتَ يَوْمٍ فَلَمْ يَرَهَا فَقَالَ: "مَا فَعَلَتِ الْقُبَّةُ". فَحَدَّثُوه بِمَا كَانَ مِنْ صَاحِبُهَا، فقال رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَمَا إِنَّ كُلَّ بِنَاءٍ وَبَالٌ عَلَى صَاحِبِهِ إِلاَّ مَا لاَ إِلاَّ مَا لاَ". يَعْنِى مَا لاَ بُدَّ مِنْهُ. أخرجه أبو داود (¬1). [حسن].
قوله: "إلا ما لا (¬2) إلا ما لا"، يعني: لا بد منه، حذف - صلى الله عليه وسلم - المستثنى كراهة لذكر الدنيا وعمارتها. [230/ ب].
6 - وَعَنْ عبد الله بْنِ عَمْرٍو بِنْ الْعَاص - رضي الله عنهما - قَالَ: مَرَّ بِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وَأَنَا أُطَيِّنُ حَائِطًا لِي مِنْ خُصٍّ فَقَالَ: "مَا هَذَا يَا عبد الله؟ "، فقلت: حَائِطَاً أُصْلِحُهُ، فقال: "الأَمْرَ أَيْسَرُ مِنْ ذَلِكَ"، وفي رواية: "مَا أُرَى الأَمْرَ إِلاَّ أَعْجَلَ مِنْ ذَلِكَ". أخرجه أبو داود (¬3) والترمذي (¬4) وصححه. "الخص" القصب. [صحيح].
قوله: "الخص: القصب"، بضم الخاء المعجمة وصاد مهملة.
وفي النهاية (¬5): الخص: بيت يعمل من الخشب والقصب، وجمعه خصاص وأخصاص سمي به لما فيه من الخصاص، وهي الفرج والأثقاب، انتهى.
¬__________
(¬1) في "السنن" رقم (2337) وهو حديث حسن.
(¬2) انظر النهاية (2/ 697).
(¬3) في "السنن" رقم (5235، 5236).
(¬4) في "السنن" رقم (2335). قلت: وأخرجه ابن ماجه في "السنن" رقم (4160). وهو حديث صحيح.
(¬5) "النهاية في غريب الحديث" (1/ 495).

الصفحة 617