كتاب التدريب في الفقه الشافعي (اسم الجزء: 1)
وظاهِرُ نصِّ "المختصَر" (¬1): يأخُذُ حَصَى الرَّمي (¬2) كلَّه، وقد أطلَقَ ذلك جماعةٌ، والاستحبابُ ليوم النَّحْرِ آكدُ، ويتزوَّدُ ذلك ليلًا، وقيل بعدَ الصُّبح، ومِن حيثُ أَخَذَ جازَ، ويُصلِّي الصُّبحَ فَي أولِ (¬3) الوقتِ، ثُم يقِفُ على قُزَح -وهو جبلٌ بمزدلِفةَ- فَيَذْكرُ ويدعُو إلى الإسْفَارِ مستقبِلَ الكعبةِ، ثُم يسيرُ إلى مِنًى وعليهِ السَّكينةُ، فإذا وَجَدَ فُرجةً أسرع، فإذا بَلَغَ وادِي مُحَشِّر (¬4) أسْرَعَ الرَّاكِبُ والماشِي قدرَ رميةِ حجرٍ، ثُم يسيرُ وعليهِ السَّكينةُ إلى أَنْ يصِلَ مِنًى بعدَ (¬5) طُلوع الشَّمسِ، فيبدأُ (¬6) بِرَمي جمرةِ العقبةِ، [وهُنا تنقطِعُ التَّلبيةُ، فلم يزلْ رسولُ اللَّهِ (¬7) -صلى اللَّه عليه وسلم- يلبِّي حتَّى رمى جمرَةَ العقبةِ (¬8)] (¬9).
والسُّنةُ: التكبيرُ مَعَ كلِّ حصاةٍ.
وأنْ يرمِيَ بمثلِ حَصَى الخَذْفِ، وهو دونَ الأَنْمُلةِ طُولًا وعَرْضًا فِي قدرِ
¬__________
(¬1) "مختصر المزني" (ص 68).
(¬2) في (أ): "الرمل".
(¬3) "أول" سقط من (ل).
(¬4) هو الوادي الذي بين مزدلفة ومنى، سُمِّي بذلك؛ لأن فيل أصحاب الفيل حَسَرَ فيه؛ أي أَعْيا وكَّل عن المسير. وانظر مناسك النووي 335، هداية السالك 3/ 1075، 1076.
(¬5) "بعد": سقط من (ل).
(¬6) في (ل): "ويبدأ".
(¬7) "رسول اللَّه": زيادة من (ز).
(¬8) رواه البخاري في "صحيحه" (1544) باب الركوب والارتداف في الحج. . من حديث ابن عباس -رضي اللَّه عنهما-.
(¬9) ما بين المعقوفين سقط من (ل).
الصفحة 412