كتاب تفسير الثعالبي - مؤسسة الأعلمي (اسم الجزء: 1)

بمغفرتي وروي أن النبي ص - قال من أطاع الله فقد ذكر الله وإن قلت صلاته وصيامه وتلاوته القرءان ومن عصى الله فقد نسي الله وإن كثرت صلاته وصيامه وتلاوته القرءان انتهى وروى ابن المبارك في رقائقه بسنده عن أنس بن مالك قال ما من بقعة يذكر الله عليها بصلاة أو بذكر إلا افتخرت على ما حولها من البقاع واستبشرت بذكر الله إلى منتهاها من سبع أرضين وما من عبد يقوم يصلي إلا تزخرفت له الأرض قال ابن المبارك وأخبرنا المسعودي عن عون بن عبد الله قال الذاكر في الغافلين كالمقاتل خلف الفارين انتهى وقال الربيع والسدى المعنى اذكروني بالدعاء والتسبيح ونحوه وفي صحيح البخاري ومسلم وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله ص - يقول الله تبارك وتعالى أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملإ خير منهم الحديث انتهى واشكروا لي أي نعمي وأيادي ولا تكفرون أي نعمي وأيادي
ت
وعن جابر قال قال رسول الله ص - ما أنعم الله على عبد من نعمة فقال الحمد لله إلا وقد أدى شكرها فإن قالها الثانية جدد الله لها ثوابها فإن قالها الثالثة غفر الله له ذنوبه رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح انتهى من السلاح
وقوله تعالى إن الله مع الصابرين أي بمعونته وإنجاده
وقوله تعالى ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات الآية سببها أن الناس قالوا فيمن قتل ببدر واحد من المؤمنين مات فلان مات فلان فكره الله سبحان أن تحط منزلة الشهداء إلى منزلة غيرهم فنزلت هذه الآية وأيضا فإن المؤمنين صعب عليهم فراق إخوانهم وقراباتهم فنزلت الآية مسلية لهم تعظم منزلة الشهداء وتخبر عن حقيقة حالهم فصاروا مغبوطين لا محزونا لهم ويظهر ذلك من حديث

الصفحة 120