كتاب مقارنة المرويات (اسم الجزء: 1)

كل منهما وجها.
وقد حفلت مجالس التحديث والمذاكرة بهذا النوع من المراجعات، فأضفى ذلك على جهدهم رونقا وبهاء.
وفوق ذلك -وهو أمر بالغ الأهمية- تسليم الرواة بذلك واستسلامهم له، فاستعدوا للمخالفة، وصارت هاجسهم في كل حين، وصدر عنهم كلمات كثيرة تنبئ عن هذه الحال، مثل قول شعبة: «إذا خالفني سفيان في الحديث فالحديث حديثه» (¬١).
وقال حماد بن زيد: «ما أبالي من خالفني إذا وافقني شعبة، لأن شعبة كان لا يرضى أن يسمع الحديث مرة، يعاود صاحبه مرارا، ونحن كنا إذا سمعناه مرة اجتزينا به» (¬٢).
وقال أحمد: «كان حماد بن زيد لا يعبأ إذا خالفه الثقفي، ووهيب، وكان يهاب -أو يتهيب- إسماعيل بن علية إذا خالفه» (¬٣).
وقال يحيى بن سعيد القطان: «ما بالبصرة، ولا بالكوفة، ولا بالحجاز، أثبت من معاذ بن معاذ، وما أبالي إذا تابعني من خالفني» (¬٤).
وقال أيضا: «طلبت الحديث مع رجلين من العرب: خالد بن الحارث بن
---------------
(¬١) «مسائل حرب» ص ٤٦٦، «الجرح والتعديل» ١: ٦٣، و «الجامع لأخلاق الراوي» ٢: ٤٣.
(¬٢) «الجرح والتعديل» ١: ١٦٨، و «الكامل» ١: ٩١، و «الجامع لأخلاق الراوي» ٢: ٤٢.
(¬٣) «العلل ومعرفة الرجال» ١: ٢٦٤، و «تاريخ بغداد» ٦: ٢٣٢.
(¬٤) «الجرح والتعديل» ٨: ٢٤٩، و «تاريخ بغداد» ١٣: ١٣٣.

الصفحة 143