كتاب المفاتيح في شرح المصابيح (اسم الجزء: 1)

العون، وهو النصرة، و (التكلان): أصله: وكلان، فأُبدلت الواو تاء لقُربِ مخرجهما، كـ (تجاه) و (وجاه)، ومعناه: الاعتماد والاتِّكاء، وهو من (وكل يكل): إذا فوَّض الرجلُ أمَره إلى أحد ليقضيه.
قوله: "إنما الأعمال بالنيات ... " إلى آخره.
استحبَّ جماعةٌ من أهل العلم أن يُورِدوا هذا الحديث في أول كتبهم، وقال عبد الرحمن بن مَهدي: ينبغي أن يجعل حديث: "إنما الأعمال بالنيات" رأسَ كلِّ بابٍ.
وقال الشافعي - رضي الله عنه -: يدخل في هذا الحديث ثلثُ العلم.
وغرضُهم في الابتداء بهذا الحديث الإعلامُ بأن تصنيف الكتاب وقراءته ليكنْ عن الإخلاص وصدق النية ورجاء الثواب من الله الكريم، ولتقوية الدين وإرشاد المسلمين عليه، لا عن الرياء وإظهار الفضل والمفاخرة على الناس.
وراوي هذا الحديث: أبو حفص، "عمر بن الخطاب" بن نُفيل ابن عبد العُزَّى بن عبد الله العَدَوي.
قوله: "إنما الأعمال بالنيات": (إنمَّا) مرَّكبٌ من كلمة النفي والإثبات، فالإثباتُ (إن)، والنفي (ما)، بحيث تكون (إنما) تعملُ الإثبات والنفي؛ يعني: تثبت المذكورَ وتنفي غيرَ المذكور، وسَّمى الأصوليون هذه الكلمة كلمةَ الحصر؛ يعني: ينحصر الحكمُ في المذكور وينتفي عن غير المذكور، كما تقول: إنما العالمُ زيدًا، أثبتَّ العلمَ لزيد، ونفيت العلم عن غير زيد.
(النَّيات): جمع: نِية، وهي: القصد، من (نوى ينوي)؛ إذا قصد أمرًا بقلبه وعزمه
يعني: صحة الأعمال الدينية وانعقادها منحصرةٌ بالنية.

الصفحة 31