كتاب المفاتيح في شرح المصابيح (اسم الجزء: 1)

أن لا إله إلَّا الله، وأن محمدًا رسول الله = إشارةٌ إلى أني رأيتُ بقلبي وحصلَ لي اليقينُ وعلمٌ قاطعٌ بأن لا إله إلَّا الله، وبأن محمدًا رسول الله.
والفاء في قوله: (فأخبرني) للتعقيب، وهو إشارةٌ إلى أن الإيمانَ متقدمٌ على الإسلام؛ لأن من قال بلسانه كلمتي الشهادة، وعمل الصلاة وغيرها من الطاعات، ولم يكن في قلبه الستة المتقدمة، فهو منافق، والمنافقُ أشدُّ عذابًا من الكافر الذي يظهر كفره.
"وتقيم" مضارع من (أقام إقامة)، وإقامة الصلاة: عبارةٌ عن أدائها في أوقاتها، والمداومة بها.
"وتُؤتي" مضارع من (أتى)، وأصله من (أءتى) بوزن أفعل، فقُلبت الهمزة الثانية ألفًا، ومعناه: أعطى.
صام الفرس يصوم صومًا: إذا وقفَ وتركَ السير، وصام النهار: إذا انتصف؛ يعني: وقفت الشمس لحظة عن السير، والمراد من الصوم في الشرع: ترك الأكل والشرب وغير ذلك مما يبطل الصومَ، ولكن بشرط نيةِ الصوم.
حج يحج حجًا: إذا قصد، والحجُّ في الشرع: زيارة الكعبة مع وقوف عرفة ومراعاة غيره من أركان الحج.
والمراد بالبيت هنا: الكعبة.
قوله: "سبيلاً" منصوبٌ على التمييز، وكان في الأصل: إن استطعت إلى سبيله، والضمير عائد إلى البيت، ثم أخَّر السبيل ونكَّر ونصب، فصار: "إن استطعت إليه سبيلاً"؛ يعني: إن استطعت وقدرت على الذهاب إلى الكعبة.
واختلفوا في الاستطاعة؛ فمذهب الشافعي: الاستطاعةُ وجدانُ الزاد والراحلة، فإن كان له قوة يحج بنفسه، وإن لم تكن له قوة يعطي المال إلى من يحجُّ عنه.

الصفحة 46