كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 1)

لأنه مولاها بعد الأب لأنه كهو في النسب، والمراد: أنه يكثر السبي والتسري، وذلك دليلٌ على استعلاء الدين واستيلاء المسلمين الدال على التراجع والانحطاط المؤذن بقرب القيمة.
وقيل: المراد به أنهم يكتفون عن الحرائر بالسرائر، حتى يكثر الاستيلاد، فتعتق الأمة به، فإن العتق بعد موت السيد بسبب الاستيلاد مخصوصٌ بشريعة نبينا - صلى الله عليه وسلم -، وإن وُجِد الاستيلاد بدونه في الأمم السالفة.
"وأن ترى الحفاة": جمعْ الحافي، وهو: الذي لا شيءَ في رجله من نعل وغيره.
"العراة": جمع العاري، وهو: المتجرد عن الثياب.
"العالة": جمع عائل، وهو: الفقير المراد بهم العاجزون المقصودون في الدين كعجزهم في السير والعيش.
"رعاء": جمع راع.
"الشاء": جمع شاة؛ يعني: ملوكًا، عبَّر عن الخلق بالشاء؛ لكونهم في العجز كالشاء.
"يتطاولون في البنيان"؛ أي: حال كونهم متفاخرين بارتفاع أبنيتهم؛ يعني: من أماراتها أن تفوَّض الإمارة إلى الأراذل والأجلاف، فحينئذٍ ينعكس الزمان، ويتذلل الأشراف.
"قال"؛ أي: عمر.
"ثم انطلق"؛ أي: ذهب ذلك الرجل.
"فلبثت"؛ أي: مكثت بعد ذهابه.
"ملياً"؛ أي: حيناً، صفة مصدر محذوف؛ أي: لبثاً مليًّا، ولم أستخبر عن السائل استهابةً لحضرة النبوة.

الصفحة 26