كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 1)

"فيشرب، وأتعَرَّقُ العَرْقَ" بفتح العين وسكون الراء؛ أي: أَفْصِلُ اللَّحم بفمي مِن العَرْق، وهو العَظْم الذي عليه اللَّحْم، من قولك: عَرقْتُ العظمَ أَعْرُقه - بالضم - إذا أكلتَ معظم اللحم الذي عليه.
"وأنا حائض، ثم أناوله النَّبِيّ - عليه الصلاة والسلام -، فيضعُ فاه على موضع فِيَّ"، وهذا يدل على جواز مؤاكلة الحائض ومجالستها، وعلى أنَّ أعضاءَه من اليد والفم وغيرهما ليست بنجسة.
* * *

381 - وقالت: كانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يتَّكِيءُ في حَجْري وأنا حائضٌ، ثمَّ يقرأُ القُرآنَ.
"وقالت عائشة: كان النَّبِيّ - عليه الصلاة والسلام - يتَّكِيءُ في حَجْرِي وأنا حائض، ثم يقرأ القرآن".
* * *

382 - وقالت: قالَ لي النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "ناوِلِيني الخُمْرَةَ مِنَ المسجِدِ"، فقلت: إنِّي حائضٌ! فقال: "إنَّ حَيْضَتَكِ لَيْسَتْ في يدِكِ".
"وقالت: قال لي النَّبِيّ - عليه الصلاة والسلام -: ناوليني"؛ أي: أعطيني.
"الخُمْرَة"، وهي - بالضم - سجادةٌ صغيرة تُعمَل من سَعَف النخل، وتُرمَل بالخيوط.
"من المسجد"، حالٌ من النبي - صلى الله عليه وسلم -، فتكون الخُمْرة في الحجرة والنبي - عليه الصلاة والسلام - في المسجد.

الصفحة 341