كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 1)

عددَ اللَّيالي والأيَّامِ التي كانتْ تَحيضُهُنَّ مِنَ الشَّهْر قَبْلَ أنْ يُصيبَها الذي أصابَها، فلتُترُك الصَّلاةَ قَدْرَ ذلكَ مِنَ الشَّهْرِ، فإذا خلَّفَتْ ذلكَ فَلْتَغْتَسِلْ، ثُمَّ لِتَسْتَثْفِرْ بثَوْبٍ، ثمَّ لِتُصلِّي".
"عن أم سلَمة أن امرأة كانت تُهراقُ" علي بناء المجهول؛ أي: تُهرَاقُ هي.
"الدَّمَ" بالنصب على التشبيه بالمفعول؛ أي: صيرت ذات هراقة الدَّم، أو على التمييز، وإن كان معرفة بزيادة اللام، ويجوز الرفع على تقدير تهراق دماؤُها؛ أي: ينصَبُّ، واللام بدل من الإضافة، يعني: صارت مستحاضة.
"على عهد رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " وكانت معتادة.
"فاستفتَتْ لها"؛ أي: سألت لهذه المرأة.
"أم سَلَمة النبيَّ - عليه الصلاة والسلام - فقال: لتنظُرْ عددَ الليالي والأيام التي كانت تحيضُهنَّ" مِن باب إجراء المفعول فيه مُجرى المفعول به؛ أي: تحيضُ فيهنَّ.
"من الشهر قبلَ أن يُصيبَها الذي أصابها"؛ أي: قبل إصابة الاستحاضة.
"فلتترُك الصلاة قدرَ ذلك"؛ أي: قَدْرَ عادة حَيْضها "من الشهر، فإذا خَلَّفَتْ ذلك"؛ أي: جاوزت ذلك القَدْر ودخلت في أيام الاستحاضة "فلتغتسِل، ثم لتَسْتَثْفِر"؛ أي: لتشُدَّ فَرْجَها "بثوبٍ" وكيفيتُه: أن تشدَّ المرأة ثوبًا بين رِجْلَيها بحيث يكون دُبُرها وفرجُها مشدودًا مِن خلف، ويكون أحد طرفي ذلك الثوب مشدودًا من خلف دُبُرها إلى وسَطِها، والطرف الآخر من قُبُلها إلى وسطها منه مشدودًا أيضًا.

الصفحة 347