كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 1)

"ثم لتصلِّ"، وفيه دليل: أن المستحاضة يجب عليها أن تَسْتَثْفِرَ، وأن تعالجَ نفسها بما يسدُّ المَسْلَك.
* * *

390 - ويُروى عن عَديّ بن ثابتٍ، عن أَبيه، عن جَدّه، عن النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنَّه قال في المُستَحاضة: "تَدع الصَّلاةَ أيَّامَ أَقرائها التي كانتْ تَحيضُ فيها، ثمَّ تغتسِلُ وتتوضَّأُ عندَ كلّ صلاةٍ، وتصومُ وتُصلِّي".
"ويُرْوَى عن عدي بن ثابت، عن أَبيه، عن جده - رضي الله عنه -، عن النَّبِيّ عليه الصلاة والسلام أنَّه قال في المستحاضة: تدع الصلاة"؛ أي: تتركُها.
"أيامَ أَقْرائِها"، جمع قُرْء، وهو مشترك بين الحَيْض والطُّهْر، والمراد به هنا الحيض بقرينة وصفِها بقوله:
"التي كانت تَحيض فيها، ثم تغتسلُ وتتوضَّأ عند كل صلاة، وتصوم وتصلي".
* * *

391 - وقالت حَمْنَة بنت جَحْش: كنت أُستَحاضُ حَيْضةً كثيرةً شديدةً، فجئتُ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أسْتَفْتيه، فقال: "إنِّي أنْعَتُ لكِ الكُرْسُفَ، فإنَّه يُذْهِبُ الدَّمَ"، فقلتُ: هو أكثرُ مِنْ ذلكَ، قال: "تَلَجَّمي"، قلتُ: هو أكثرُ من ذلك، إنما أثُجُّ ثَجًّا، قال: "إنَّما هيَ رَكْضَةٌ مِنْ رَكضاتِ الشَّيطانِ، فتحَيَّضي سِتةَ في أيَّام أو سَبْعَةَ أيَّام في عِلْم الله، ثمَّ اغْتَسِلي، فَصَلّي أرْبَعًا وعشرينَ ليلةً وأيامَها، أو ثلاثًا وعشرينَ ليلة وأيامَها، وصُومي، وكذلك افعَلي في كلِّ شَهْرٍ كما تحيضُ النساء وكما يَطْهرْنَ، ميقاتَ حَيْضهِنَّ وطُهْرِهِنَّ".

الصفحة 348