كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 1)

يتعلَّق بـ[(عهد) بتقدير الباء الجارة، سمَّى ما كان منه تعالى على طريق المجازاة لعباده عهدًا على جهة مقابلة عهده على العباد، أو لأنه وعدَ القائمين بحفظ عَهْدِه ألاَّ يُعذّبَهم، ووعدُه حقيقٌ بأنه لا يخلفه، فسمى وعدَه عهدًا؛ لأنه أوثقُ من كل عَهْد.
"ومن لم يفعل فليس له على الله عهدٌ"، بل يُوكَل إلى مشيئته تعالى.
"إن شاء غفر له" فضلاً.
"وإن شاء عَذَّبه" عَدْلاً، وهذا صريح بأنه لا يجب عقاب العاصي.
* * *

399 - وقال: "صلُّوا خَمْسَكُمْ، وصُومُوا شَهْرَكُمْ، وأدُّوا زكاةَ أموالِكُمْ، وأطيعُوا ذا أمْرِكُمْ، تدخُلُوا جنَّةَ ربكُمْ" رواه أبو أُمامة.
"وعن أبي أمامة أنه قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: صَلُّوا خَمْسَكم"؛ أي: خمس الصلوات المفروضة عليكم.
"وصوموا شهرَكم"؛ أي: رمضان.
"وأدُّوا زكاةَ أموالكم، وأطيعوا ذا أَمْرِكم"؛ أي: صاحب أَمْرِكم وهو الخليفة وغيرُه من الأمراء.
"تَدْخُلُوا" جواب الأوامر السابقة؛ يعني: فماذا فعلتم هذه الأشياء فجزاؤكم أن تدخلوا "جنةَ ربكم".
* * *

400 - وقال: "مُرُوا أولادَكُمْ بالصَّلاةِ وهُمْ أبناءُ سَبع سِنينَ، واضرِبُوهُمْ عليها وهُمْ أبناءُ عَشْرِ سنين، وفرِّقوا بينهُمْ في المَضاجِعِ"، رواه سَبْرَة بن مَعْبَد الجُهَنيُّ.
"وعن سَبْرَة بن مَعْبَد الجُهَني أنه قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه

الصفحة 361