كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 1)

وغرض الراوي: أن يعرف المخاطَبين أن الهجيرَ والأُولى والظهرَ واحدٌ.
"ويصلي العصر، ثم يرجع أحدُنا إلى رحله"؛ يعني يصلِّي أحدُنا مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم العصرَ، ثم يذهب إلى بيته.
"في أقصى المدينة"؛ أي: آخرها.
"والشمس حَيَّةٌ"؛ أي: باقٍ لونُها على صفاته وقوته لم يتغيَّر إلى الصفرة، وكل ما ضَعُفَ قُوَّته فكأنه قد مات.
قال عوف: وهو راوي هذا الحديث عن أبي بَرْزَة.
"ونسيت ما قال" أبو بَرْزَة.
"في المغرب"؛ أي: في وقت صلاة المغرب.
"وكان"؛ أي: الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم.
"يستحبُّ أن يؤخِّر العِشاء"؛ أي: يحبُّ تأخيرَها.
"ولا يحب النوم قبلَها"، بل كان يجلِس ويذكر الله تعالى، فالتأخير بشرط عدم النوم قبلها مستحَبٌ.
"ولا الحديث بعدها"، لا يحبُّ الحديث بعد صلاة العشاء.
"وكان ينفتِلُ"؛ أي: ينصرف، يعني: يفرغُ "من صلاة الغداة"؛ أي: الصبح.
"حين يعرِف الرجل جليسَه"؛ يعني حين يرى كل واحد من الجماعة مَن هو يقرُبه من ضوء الصبح.
"ويقرأ"؛ أي: في صلاة الصبح "بالستين"، الباء زائدة؛ أي: يقرأ فيها ستين آية، وربما يزيد "إلى المئة"، وهذا التفسير أنسَبُ بمذهب الشافعي.
وقيل: معناه: يسَعُ الوقت بعده لقراءة ستين آية إلى المئة، وهذا أنسبُ

الصفحة 369