كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 1)

والشمسُ مرتفعةٌ حيَّةٌ، فيذهب الذاهبُ"؛ أي: يذهب واحد بعد صلاة العصر "إلى العوالي": جمع عالية وهي أماكن معروفة بأعلى أراضي المدينة.
"فيأتيهم"؛ أي: يرجع إلى المدينة.
"والشمسُ مرتفعةٌ" لم تصفر؛ يعني: كان يصلي العصر في أول وقته.
"وبعض العَوالي من المدينة على أربعة أميال"، جمع ميل، وهو ثلث فرسخ، والفرسخ اثنا عشر ألف خطوة، وكل خطوة ثلاث أقدام.
"أو نحوها"؛ أي: نحو المقدار المذكور يعني: قريب من ذلك، وأبعدُ العوالي من جهة نجد على ثمانية أميال.
* * *

410 - وعن أنس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تلْكَ صلاةُ المُنَافِقِ، يجلِسُ يَرْقُبُ الشَّمْس، حتى إذا اصفرَّتْ، وكانتْ بينَ قَرْنيَ الشَّيطانِ؛ قامَ فنقرَ أربعاً لا يذكُرُ الله فيها إلَّا قليلاً".
"وعن أنس أنه قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: تلك"، إشارة إلى المذكور حكمًا؛ أي: صلاةُ العصر التي أُخّرت إلى الاصفرار "صلاةُ المنافقين"، فبيَّنهَا بقوله: "يجلِسُ يرقُبُ الشمس"؛ أي: يرصُد وينتظر دنَوَّ الشمس من المغرب، وهي جملة حالية أو استئنافية.
"حتى إذا اصفرَّت"؛ أي: الشمس.
"وكانت بين قَرنيَ الشيطان" قَرُبَت من الغروب.
"قام فنقَرَ أربعاً"؛ أي: أربع ركعات، من نقرَ الطيرُ الحباتِ إذا لقطَها بمنقاره سريعًا، يعني صلاَّها خفيفة بلا طمأنينة وخشوع ولا رعايةِ تَعْدِيل.
"لا يذكر الله فيها إلا قليلًا"، فإنَّ مَن أخر صلاة العصر إلى الاصفرار فقد

الصفحة 373