كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 1)

423 - وقال عليه السلام: "الوقْتُ الأوَّلُ مِنَ الصَّلاةِ رِضْوانُ الله، والوقتُ الآخِرُ عَفْوُ الله"، رواه ابن عمر.
"وعن ابن عمر أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الوقت الأول من الصلاة"؛ أي: التعجيلُ فيه.
"رضوانُ الله"؛ لأنه عجَّل إلى الله وهو مؤدٍّ إلى رضاه.
"والوقت الآخر عفوُ الله"، وبهذا قال الشافعي: تعجيل الصلوات في أول الأوقات أفضل؛ لأن العفو يتبع التقصير.
وعند أبي حنيفة تأخير الصبح إلى الإسفار، والعصر ما لم تتغير الشمس، والعشاء إلى ما قبل ثلث الليل أفضل؛ لأن في تأخيرهن فضيلةَ انتظارِ الصلاة، وتكثير الجماعة ونحوهما، فالعفو يجيء بمعنى الفضل، قال الله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ} [البقرة: 219] يعني: أنفقوا ما فضَلَ عن قُوتكم وقُوتِ عيالكم، فالمعنى: في آخر الوقت فضلُ الله كثير.
* * *

424 - وعن أُمِّ فَرْوَة رضي الله عنها قالت: سُئلَ النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم -: أيُّ الأعمالِ أفضَلُ؟ قال: "الصَّلاةُ لأِوَّلِ وَقْتِها"، ضعيف.
"عن أم فَرْوَةَ أنها قالت: سئل النبي - عليه الصلاة والسلام -: أيُّ الأعمال أفضل؟ قال: الصلاةُ لأولِ وقتِها"، اللام بمعنى (في)؛ أي: في أول وقتها.
"ضعيف".
* * *

الصفحة 381