كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 1)

425 - عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما صَلى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - صَلاةً لِوَقْتِها الآخِرِ مَرَّتَيْنِ حتَّى قبضَهُ الله تعالى.
"عن عائشة أنها قالت: ما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاةً لوقتها الآخِرِ مرتين حتى قبضَه الله تعالى"؛ يعني صلى عليه الصلاة والسلام كلَّ صلاة في آخر وقتها مرةً واحدة لتعليم آخر وقتها, ولم يصلِّها مرة أخرى في آخر الوقت، بل صلاَّها في أوله، وهذا دليل على فضيلة أولِ الوقت.
* * *

426 - وقال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تَزالُ أُمَّتي بخيرٍ ما لَمْ يُؤخِّرُوا المَغربَ إلى أنْ تَشتبكَ النُّجومُ"، رواه أبو أيُّوب.
"وعن أبي أيوبَ أنه قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: لا تزال أمتي بخير ما لم يؤخِّروا المغرب إلى أن تشْتَبك النجوم"، واشتباكُها أن يختَلِطَ بعضُها ببعض حتى تفسير السماءُ بطلوعها كالشبابيك، يعني: تكون أمتي مشغولين بالخير إذا عجَّلُوا أداء صلاة المغرب قبل أن تَظهرَ نجوم كثيرة، فإن أَخَّروها إليه لم يكونوا كذلك، وهذا يدل على أن الكراهة بمجرد الطُّلوع.
* * *

427 - وقال: "لولا أنْ أشُقَّ على أُمَّتي لأَمرْتُهُمْ أنْ يُؤخِّرُوا العِشاءَ إلى ثُلُثِ اللَّيْلِ أو نِصْفِهِ"، رواه أبو هريرة.
"وعن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: لولا أن أشُقَّ على أمتي لأَمَرْتُهم أن يؤخِّروا العشاء إلى ثلث الليل أو نصفه"، وفيه دليل على فضل تأخير العشاء، وهذا محمول على إرادة انتظار كثرة الناس.
* * *

الصفحة 382