كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 1)

خبر بمعنى الأمر؛ أي: اعبده، وكذا ما عطف عليه، أو في تأويل المصدر بتقدير: أن، فيكون خبر مبتدأ محذوف؛ أي: ذلك العمل أن تعبد الله؛ أي: توحِّده.
"ولا تشرك به شيئاً": جملة حالية؛ أي: غير مشرك به، المراد به التحذير عن الرياء فإنه شرك خفي.
أو كما قالت اليهود والنصارى في حق عزير والمسيح، وإنما لم يذكر - صلى الله عليه وسلم - شهادة كونه رسول الله مع أن دخول الجنة لا يتحقق بدون الاعتراف برسالته - صلى الله عليه وسلم -؛ لأن السائل لعله كان مسلمًا مقراً برسالته - صلى الله عليه وسلم - بدليل سؤاله عما يُدخل الجنة من العمل، فذكر التوحيد يكون لشرفه وكونه أصلًا، أو لأن التوحيد لا يعتبر بدونها فذكره مغن عن ذكرها.
"وتقيم الصلاة المكتوبة"؛ أي: المفروضة.
"وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً، قال"؛ أي: الأعرابي: "والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا"؛ أي: لا أزيد على هذا المذكور من عند نفسي شيئًا، "ولا أنقص منه"، أو المعنى: لا أزيد على هذا السؤال وأنقص في العمل مما سمعته، أو يكون الرجل وافداً فيكون معناه: لا أزيد على ما أسمع في تبليغه ولا منه أنقص.
"فلما ولى"؛ أي: أدبر وذهب.
"قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: من سره أن ينظر" - فاعل (سر) - "إلى رجل من أهل الجنة" والجملة شرطية وجواب الشرط: "فلينظر إلى هذا"؛ أي: إلى هذا الرجل.
وإنما حكم بكونه من أهل الجنة مع قوله تعالى: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا} [لقمان: 34]، ومع قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما الأعمال بالخواتم"؛ لأنه حصل

الصفحة 39