كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 1)

والناقوسَ شعارُ النصارى فتلتَبسُ أوقاتنا بأوقاتهم، فتفرَّقوا من غير اتفاق على شيء.
فاهتمَّ عبد الله بن زيد لهمِّ النبي - عليه الصلاة والسلام - فنام، فرأى في المنام أن رجلًا ينادي بالصلاة قائلًا: الله أكبر الله أكبر. . . إلى آخره.
فذكر ذلك له - عليه الصلاة والسلام - فقال: "إن هذا الرؤيا حقٌّ، قم مع بلال فأذنا؛ فإنه أندى صوتًا منك"، فلما أذنا وسمع عمر - رضي الله عنه - أتى النبي - عليه الصلاة والسلام - فقال: والذي بعثك بالحق نبيا، لقد رأيتُ مثل ما قال، فقال - عليه الصلاة والسلام -: "فلله الحمد".
وروي: أنه رأى الأذان في المنام تلك الليلة أحدَ عشرَ رجلًا من أصحاب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم.
"فأُمِر بلالٌ" على بناء المجهول؛ أي: أمره عليه الصلاة والسلام.
"أن يشفع الأذان"؛ أي: يقول كل كلمة مرتين سوى آخرها.
"وأن يوتر الإقامة"؛ أي: يقول كلمة الإقامة مرة سوى التكبير في أولها وآخرها، "لا الإقامة"؛ يعني: إلا قوله: قد قامت الصلاة؛ فإنه يقولها مرتين.
* * *

444 - قال أبو مَحْذُورة: ألْقَى عليَّ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - التَّأذينَ هو بنفْسِهِ، فقال: "قل: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهدُ أن لا إلهَ إلا الله، أشهدُ أن لا إلهَ إلا الله، أشهدُ أنَّ مُحَمَّداً رسول الله، أشهدُ أن محمدًا رسولُ الله"، ثمَّ قال: "ارجعْ فمُدَّ مِنْ صَوْتكَ: أشهدُ أنْ لا إله إلا الله، أشهدُ أنْ لا إله إلا الله، أشهدُ أنَّ مُحَمَّداً رسولُ الله، أشهدُ أنَّ مُحمداً رسولُ الله، حيَّ على الصَّلاةِ، حيَّ على الصَّلاة، حيَّ على الفَلاح، حيَّ على الفَلاح، الله أكبر، الله

الصفحة 392