كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 1)

مِنَ الحِسَان:

445 - قال ابن عمر - رضي الله عنهما -: كانَ الأذانُ على عَهْدِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ، والإقامَةُ مَرَّةً مَرَّةً، غيرَ أنَّهُ يقولُ: قدْ قامَتِ الصَّلاةُ، قَدْ قامَتِ الصَّلاة.

"من الحسان":
" قال ابن عمر - رضي الله عنه -: كان الأذان على عهد رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم مرتين والإقامة مرة مرة"؛ يعني: يقول المؤذن كل واحدة من كلمات الأذان مرتين مرتين، ومن كلمات الإقامة مرة واحدةً.
"غير أنه يقول: قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة"؛ أي: يقولها مرتين، وهذا يدل على أن الأذان مثنى، والإقامة فرادى.
* * *

446 - عن أبي مَحْذورة: أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَّمَهُ الأذانَ تِسْعَ عَشْرَةَ كلمةً، والإقامةَ سَبع عشْرَةَ كلمةً.
"وعن أبي محذورة أن النبي - عليه الصلاة والسلام - علمه الأذان تسع عشر كلمة"؛ أي: مع الترجيح، والكلمة هنا: الجملة المفيدة، فالتكبيرُ أربعَ مرات، أربعُ كلمات، ثلاث منها تواكيد، والشهادتان أربع مرات ثمان كلمات ثلاث منها تواكيد، والحيعلتان مرتين أربع كلمات المرة الثانية من كل منهما تأكيد، والتكبير الأخير كلمتان الثانية تأكيد، والشهادة كلمة، صار المجموع تسع عشر كلمة.
"والإقامة سبع عشرة كلمة": لأنه لا ترجيعَ فيها، فانحذف عنها أربع كلمات، وزيدت الإقامة شفعًا، فصارت سبع عشرة، وبهذا قال أبو حنيفة.
وعند الشافعي الإقامة إحدى عشرة كلمة؛ لأنه يقول كل كلمة مرة إلا

الصفحة 394