كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 1)

449 - وعن جابر بن عبد الله: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لبلال: "إذا أَذَّنْتَ فتَرَسَّلْ، وإذا أقمْتَ فاحْدُرْ، واجعلْ بينَ أذانِكَ وإقامَتِكَ قَدْرَ ما يَفْرغٌ الآكلُ مِنْ أكلِهِ، والشَّارِبُ مِنْ شُرْبهِ، والمُعْتَصِرُ إذا دخلَ لِقضاء حاجتِهِ، ولا تَقُومُوا حتَّى تَرَوْني".
"وعن جابر: أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال لبلال: إذا أذنت فترسَّل"؛ أي: اقطع كلمات الأذان بعضها عن بعض بسكتة خفيفة.
"فإذا أقمت فاحدر"؛ أي: أسرع ألفاظ الإقامة، ولا تسكت بينها.
"واجعل بين أذانك واقامتك قدرَ ما يفرغ الآكل من أكله": قيل: كأنه في العشاء؛ لاتساع وقته.
"والشارب من شربه": كأنه في المغرب لضيق وقته.
"والمعتصر"؛ أي: الحاقن؛ يعني: الذي يؤذيه البول والغائط.
"إذا دخل": الخلاء.
"لقضاء الحاجة": كأنه في الفجر والظهر والعصر؛ لتقارب أوقاتها.
"ولا تقوموا"؛ أي: للصلاة من مجالسكم إذا قام المؤذن.
"حتى تروني"؛ لأن القيام قبل مجيء الإِمام عبثٌ لا فائدةَ فيه.
"ضعيف".
* * *

450 - وقال: "مَنْ أذَّنَ فهو يُقيمُ"، رواه زِباد بن الحارِث الصُّدَائيُّ.
"وعن زياد بن الحارث الصُّدائي": بضم الصاد؛ أي: منسوب إلى صُداء، وهي حي من اليمن.

الصفحة 396