كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 1)

الله أكبر، فقالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "على الفِطْرَةِ"، ثمَّ قال: أشهدُ أنْ لا إله إلا الله، فقالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "خرجْتَ مِنَ النَّارِ"، فنظروا فإذا هو رَاعِي مِعْزَى.
"وعن أنسٍ أنه قال: كانَ رسولُ الله صلى الله تعالى عليه وسلم يُغِيرُ"؛ أي: يسِيرُ إلى بلادِ الكفارِ لِلغَارَةِ.
"إذا طلع الفجر"؛ ليعلم أنهم مسلمون أو كفار.
"وكان يستمع الأذان"، ويعرف حالهم به.
"فإن سمع أذانًا أمسك" عن الغارة؛ أي: تركها.
"وإلا"؛ أي: وإن لم يسمع الأذان.
"أغَارَ": من (الإِغَارَةِ)، وهو: النَّهْبُ.
وقيل: استماعه - عليه الصلاة والسلام - للأذان وانتظاره إياه كان حذراً من أن يكون فيهم مؤمنٌ، فَيُغِيرُ - صلى الله عليه وسلم - غَافِلاً عن حَالِه.
"فسمع رجلًا يقول: الله أكبر الله أكبر، فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: على الفطرة"؛ أي: أنت أو هو على الإِسلام؛ لأن الأذان لا يكون إلا للمسلمين.
"ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، فقال: خرجت من النار"؛ أي: بسبب أنك تركت الشرك بالله بذلك القول.
"فنظروا": بعد فراغه من الأذان.
"فإذا هو راعي مِعزىً": بكسر الميم، وهو من الغنم: خلاف الضأن، اسم جنس.

الصفحة 403