كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 1)

وفي رواية: "ليأخذ كل واحد من راحلته؛ فإن هذا منزل حضرنا فيه الشيطان".
"فلما قضى الصلاة قال: من نسي الصلاة، فليصلها إذا ذكرها؛ فإن الله تعالى قال: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [طه: 14] ": إضافة المصدر إلى المفعول، واللام بمعنى: الوقت والحين؛ أي: إذا ذكرت صلاتي بعد النسيان.
* * *

476 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أُقيمَتِ الصَّلاةُ فلا تقُومُوا حتَّى تَرَوْنِي خَرَجْتُ"، رواه أبو قَتادة.
"وعن أبي قتادة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: إذا أقيمت الصلاة"؛ أي: نادى المؤذن بالإقامة؛ إقامةً للمسبَّب مقام السبب.
"فلا تقوموا حتى تروني خرجت": هذا يدل على جواز تقديم الإقامة على خروج الإمام.
* * *

477 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا أُقيمَتِ الصَّلاةُ فلا تأْتُوهَا تَسْعَوْنَ، وَأْتُوها تَمشُون، وعلَيْكُمُ السَّكينَة، فما أدْرَكْتُمْ فصَلُّوا، وما فاتَكُمْ فأَتِمُّوا"، ويُروى: "فإنَّ أحدَكُمْ إذا كانَ يَعْمِدُ إلى الصَّلاةِ فهو في صَلاةٍ".
"وعن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعَون": المراد بالسعي هنا: الإسراع؛ يعني: كونوا في المشي إلى المسجد غير مسرعين وإن خفتم فوتَ الصلاة.
"وأتوها تمشون، وعليكم السكينةَ": نصب على أنها مفعول بها؛ أي:

الصفحة 415