كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 1)

"وتكتب آثاركم": كرره للتأكيد.
* * *

489 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "سبعة يُظلُّهُمُ الله في ظِلِّهِ يومَ لا ظِلَّ إلاّ ظِلَّهُ: إمامٌ عادلٌ، وشابٌّ نشأَ في عِبادَةِ الله تعالى، ورجُلٌ قلبُهُ مُعَلَّقٌ بالمَسجدِ إذا خَرَجَ مِنْهُ حتَّى يَعودَ إليه، ورجُلاَنِ تحابَّا في الله اجتَمَعَا عليهِ، وتَفرَّقا عليه، ورجُلٌ ذكرَ الله خالِياً ففاضَتْ عَيْنَاهُ، ورجُلٌ دَعَتْهُ امرأَةٌ ذاتُ حَسَبٍ وجَمالٍ فقال: إنِّي أَخافُ الله، ورجُلٌ تَصَدَّقَ بصدَقَةٍ فأَخْفاهَا حتَّى لا تعلمَ شِمالُهُ ما تُنْفِقُ يمينُهُ".
"وعن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: سبعة يظلهم الله في ظله"؛ أي: يدخلهم في رحمته ورعايته.
"يوم لا ظلَّ إلا ظله"؛ أي: لا قدرة ولا رحمة في يوم القيامة إلا لله، وقيل: المراد ظل العرش.
"إمام عادل": المراد هنا: من يلي أمور المسلمين من الأمراء وغيرهم.
"وشاب نشأ"؛ أي: نما "في عبادة الله"؛ أي: يكون في العبادة من أول بلوغه من التمييز إلى أن كبر.
"ورجل قلبه معلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه، ورجلان تحابا في الله"؛ أي: جرى المحبة بينهما لله، لا لغرض دنيوي.
"إن اجتمعا اجتمعا عليه"؛ أي: على التحابِّ في الله.
"وإن تفرقا"، تفرقا "عليه"؛ أي: على ذلك التحابِّ؛ أي: يكون تحابهما في الله غيبةً وحضوراً.

الصفحة 423