كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 1)

491 - وقال: "إذا دَخَلَ أحدُكُمُ المسجدَ فليَقُلْ: اللهمَّ! افتَحْ لي أبوابَ رَحمَتِكَ، وإذا خرجَ فليَقُل: اللهمَّ! إني أسألُكَ مِنْ فَضْلِكَ".
"وعن أبي سعيد أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا دخل أحدكم المسجد فليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك": لعل السر في تخصيص ذكر الرحمة بالدخول والفضل بالخروج: أن من دخل اشتغل بما يؤلفه إلى الله تعالى وإلى ثوابه وجنته، فناسب أن يذكر الرحمة، فإذا انتشر في الأرض اشتغل بابتغاء الرزق، فناسب أن يذكر الفضل، كما قال تعالى: {فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ} [الجمعة: 10].
* * *

492 - وقال: "إذا دخلَ أحدُكُمُ المسجدَ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ قبلَ أنْ يَجْلِسَ".
"وعن أبي قتادة السلمي أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا دخل أحدكم المسجد فليركع"؛ أي: فليصل "ركعتين"؛ يعني: تحية المسجد "قبل أن يجلس".
* * *

493 - وقال كعب بن مالك - رضي الله عنه -: كانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لا يَقْدُمُ مِنْ سفَرٍ إلاَّ نهاراً في الضُّحى، فإذا قَدِمَ بدأَ بالمسجدِ، فصلَّى فيهِ ركعَتَيْنِ، ثمَّ جلسَ فيه.
"وقال كعب بن مالك: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يقدم من سفر إلا نهاراً في الضُّحى": وهو وقت تشرق الشمس، فالسنة إذا رجع من السفر أن يدخل في أول نهاره.

الصفحة 426