كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 1)

504 - وقال طَلْق بن علي: خرجْنَا وَفْداً إلى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فبايعناهُ، وصَلَّيْنَا معهُ، وأخبَرْنَاهُ أنَّ بأرضنَا بِيْعةٌ لنا، فقال: "إذا أَتيتُمْ أرضَكُمْ فاكسِروا بِيعَتَكُمْ، وانضَحُوا مَكانهَا بهذا الماءِ, واتَّخِذُوهَا مسجداً".
"وقال طَلْق بن علي: خرجنا وفداً": نصب على الحال؛ أي: حال كوننا وافدين "إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم"؛ أي: قاصدين لتعلم الدين منه.
"فبايعناه، وصلينا معه، وأخبرناه أن بأرضنا بيعة لنا": وهي الموضع الذي تعبد فيه النصارى.
"فقال: إذا أتيتم أرضكم، فاكسروا بيعتكم"؛ أي: غيروا محرابها، وحولوه إلى الكعبة، وقيل: خرِّبوها.
"وانضحوا"؛ أي: رشوا وأريقوا.
"مكانها بهذا الماء": قيل: الإشارة إلى فضل وَضوئه عليه الصلاة والسلام؛ لما روي: أنه صلى الله تعالى عليه وسلم دعا بماء فتوضأ منه، فتمضمض، ثم صبَّه في إداوة، وقال: "اذهبوا بهذا الماء، فإذا قدمتم بلدكم، فاكسروا بيعتكم، ثم انضحوا مكانها بهذا الماء".
"واتخذوها مسجداً فقلنا: يا نبي الله! إن البلد بعيد، والماء ينشف، فقال: أمدوه من الماء؛ فإنه لا يزيده إلا طيباً".
* * *

505 - قالت عائشة رضي الله عنها: أمرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ببناءِ المَساجدِ في الدُّورِ، وأنْ تُنَظَّفَ وتُطَيَّبَ.
"قالت عائشة: أمر رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم"؛ أي: أذِن

الصفحة 432