كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 1)

من أشراط الساعة": جمع شرط، وهو: العلامة؛ أي: من علامات القيامة.
"أن يتباهى الناس"؛ أي: يتفاخر.
"في المساجد"؛ أي: في شأنها، فيقول كل واحد: مسجدي أرفع بناء وأكثر زينة من مسجد فلان.
* * *

508 - وقال: "عُرِضَتْ عليَّ أُجُورُ أُمَّتي حتَّى القَذَاةَ يُخرِجُها الرجُلُ مِنَ المسجدِ، وعُرِضَتْ عليَّ ذُنُوبُ أُمَّتي، فلمْ أَر ذنباً أعظمَ مِنْ سورَةٍ مِنَ القُرآنِ أو آيةٍ أُوتيَها رجلٌ، ثمَّ نسَيَها".
"وقال عليه الصلاة والسلام: عرضت علي أجور أمتي"؛ أي: أجور أعمال أمتي.
"حتى القَذاة" بفتح القاف: التبن والتراب وغير ذلك مما يُطهَّر منه المسجد.
"يخرجها الرجل من المسجد"؛ يعني: تطهير المسجد حسنة، ويجوز في (القذاة) الرفع والجر.
"وعرضت علي ذنوب أمتي، فلم أر ذنباً أعظم من سورة من القرآن، أو آية أوتيها رجل"؛ أي: تعلمها.
"ثم نسيها"؛ يعني: يكون ذنبه أعظم من سائر الذنوب الصغائر؛ لأن نسيان القرآن من الحفظ ليس بذنب كبير إن لم يكن عن استخفاف وقلة تعظيم، وإنما قال - عليه الصلاة والسلام - بهذا للتشديد والتحريض على مراعاة حفظ القرآن.

الصفحة 434