كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 1)

وعجائب ما في السماوات والأرض.
{نُرِي إِبْرَاهِيمَ}: مضارع في اللفظ، ومعناه الماضي؛ أي: أرينا إبراهيم.
{مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}؛ أي: الربوبية والإلهية، ووفقناه بمعرفتها وأرشدناه بما شرحنا صدره.
{وَلِيَكُونَ}: عطف على مقدر؛ أي: نريه الملك العظيم، وهو عالم المعقولات؛ ليستدلَّ به علينا، وليكون {مِنَ الْمُوقِنِينَ}: في أن لا إله غيري.
"ثم قال تعالى" سائلاً مرة أخرى: "فيم يختصم الملأ الأعلى يا محمد؟ قلت: في الكفارات"؛ أي: الأشياء التي تكفر الذنوب؛ أي: تمحها، وفي رواية ابن عباس: (في الدرجات والكفارات).
"قال: وما هن؟ ": استفهام عن تلك الكفارات، والغرضُ منه إظهار علمه التفصيلي الذي علَّمه تعالى إياه، وأن يخبرها أمته؛ ليفعلوها.
"قلت: المشي على الأقدام إلى الجماعات، والجلوس في المساجد خلف الصلوات، وإبلاغ الوَضوء": بفتح الواو؛ أي: إيصال ماء الوضوء بطريق المبالغة.
"أماكنه"؛ يعني: مواضع الفروض والسنن.
"في المكاره"؛ أي: في شدة البرد، وإنما خصَّ هذه الأشياء بالذكر حثاً على فعلها؛ لأنها دائمة، فكانت مظنة أن تُملَّ.
"ومن يفعل ذلك يعش بخير ويمت بخير، ويكون من خطيئته كيوم ولدته أمه": (يوم) مبني على الفتح؛ لإضافته إلى الماضي؛ يعني: يخرج من ذنوبه الصغائر طاهراً، أما الكبائر ففي مشيئة الله تعالى.
"ومن الدرجات"؛ أي: ومما يرفعها، أو يوصل إليها، فـ (من) هذه للتبعيض.

الصفحة 439