كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 1)

"ثم رأيت بلالاً أخذ عنزة، فوكزها"؛ أي: غرزها في الأرض.
"وخرج النبي صلى الله تعالى عليه وسلم في حُلَّة حمراء": (الحلة): إزار ورداء، ولا يسمى حلة حتى يكون ثوبين.
قيل: تأويله أنه لم تكن تلك الحلة حمراء جميعها، بل كان فيها خطوط حمر؛ لأن الثوب الأحمر من غير أن يكون فيه لون آخر مكروه للرجال؛ لما فيه من المشابهة بالنساء.
"مشمراً": أذيالها.
"وصلَّى إلى العنزة بالناس الظهر ركعتين، ورأيت الناس والدواب يمرون بين يدي العنزة".
* * *

542 - عن نافع، عن ابن عمر: كانَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُعَرِّضُ راحلتَهُ فيُصلِّي إلَيْهَا، قلتُ: أفَرَأَيْت إذا هَبَّتِ الرِّكابُ؟ قال: كانَ يأخُذُ الرَّحْلَ فَيُعَدِّلُهُ فيُصلِّي إلى آخِرَتِهِ.
"وعن نافع، عن ابن عمر: أنه قال: كان النبي - عليه الصلاة والسلام - يعرض راحلته"، أي: يُنيخُها بين يديه بالعرض حتى تكون معترضة بينه وبين المارة، "فيصلي إليها".
قال نافع: "قلت: أفرأيتَ"؛ أي: أخبرني يا ابن عمر "إذا هبت الركاب"؛ أي: إذا قامت الإبل للسير، فبأي شيء يستر للصلاة؟
"قال: كان يأخذ الرحل فيعدِّله": بتشديد الدال؛ أي: يسويه، وينصبه بين يديه.

الصفحة 460