كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 1)

الرُّكُوعِ رفَعَهُما كذلك، وقال: "سَمعَ الله لمنْ حَمِدَهُ ربنا ولكَ الحمدُ"، وكانَ لا يفعلُ ذلكَ في السُّجودِ.
"وقال سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه: إن رسول الله صَلَّى الله تعالى عليه وسلم كان يرفع يديه حَذْوَ مَنْكِبَيه إذا افتتحَ الصلاةَ، وإذا كبَّر للركوع، وإذا رفع رأسَه من الركوع" رفعَهما كذلك.
"وقال: سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد، وكان لا يفعل ذلك"؛ أي: رفعَ اليدين "في السجود"؛ يعني: لا يرفع يدَيه إذا قصدَ السجودَ.
* * *

558 - وقال نافعٌ: كانَ ابن عُمَر إذا دخلَ الصَّلاة كبَّرَ ورفعَ يدَيْهِ، وإذا ركعَ رفعَ يدَيْهِ، وإذا قالَ سَمعَ الله لمنْ حَمِدَهُ رفعَ يدَيْهِ، وإذا قامَ مِنَ الرَّكعتَيْنِ رفعَ يدَيْهِ، ورفعَ ذلك ابن عمرَ إلى نبي الله - صلى الله عليه وسلم -.
"وقال نافعٌ: كان ابن عمر إذا دخل الصلاةَ كبَّر ورفعَ يديه، وإذا ركعَ رفعَ يدَيه، وإذا قال: سمع الله لمن حمده رفعَ يدَيه، فإذا قام من الركعتين"؛ أي: من الركعة الثَّانية إلى الركعة الثالثة "رفعَ يدَيه"، ورفعُهما في هذا الموضع ليس في مذهب الشَّافعي، بل مذهبه: أن يرفعَ يدَيه عند تكبيرة الافتتاح، وإذا ركع، وإذا رفع رأسَه من الركوع، وعند أبي حنيفة: لا يرفع إلَّا عند تكبيرة الإحرام.
"ورفعَ ذلك ابن عمر"؛ أي: رفعَ ابن عمر رفعَ اليدين في هذه المواضع "إلى النَّبيّ - عليه الصَّلاة والسلام - "؛ أي: قال: إنه صَلَّى الله تعالى عليه وسلم فعلَ ذلك كلَّه.
* * *

الصفحة 472