كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 1)

"وفي رواية: إذا قمتَ إلى الصَّلاة فتوضَّأ كما أمرك الله، ثم تشهَّدْ"؛ أي: بعدَ الفراغ من الوضوء قل: أشهد أن لا إله إلَّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
وقيل: أي: أذِّنْ؛ لأنَّه مشتملٌ على كلمتَي الشهادة.
"فأَقِمْ"، يريد به: الإقامة للصلاة، وقيل: معنى (تشهد)؛ أي: احضرْ وانوِ وكبر وأحضرْ قلبَك واستَقِمْ.
"وإن كان معك قرآن فاقرأ، وإلا"؛ أي: وإن لم يكن معك قرآن "فاحمدِ الله"؛ أي: قل: الحمد لله.
"وكبره"؛ أي: قل: الله أكبر.
"وهلِّله"؛ أي: قل: لا إله إلَّا الله.
"ثم اركع".
* * *

569 - عن الفضل بن عبَّاس أنَّه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الصلاةُ مَثْنَى مَثْنَى، تَشَهَّدُ في كُلِّ ركعتَيْنِ، وتَخَشَّعُ، وتَضَرَّعُ، وتَمَسْكَنُ، ثمَّ تُقْنِعُ يديك - يقول: ترفعُهما - إلى رَبكَ مُستقبلاً ببُطُونهِما وجهَكَ، وتقولُ: يا ربِّ يا ربِّ، ومَنْ لمْ يفعلْ ذلكَ فهو خِداجٌ".
"عن الفضل بن عباس - رضي الله عنهما - أنه قال: قال رسول الله صَلَّى الله تعالى عليه وسلم: الصلاةُ مثنى مثنى"؛ يعني: الصَّلاة تُصلَّى ركعتين ركعتين، وهذا في النوافل عند الشَّافعي؛ إذ الأفضلُ أن يسلّم من كل ركعتين ليلاً كان أو نهارًا.
وعند أبي حنيفة: الأفضل أن تصلّي أربع ركعات بتسليمة ليلاً كان أو نهاراً.

الصفحة 481