كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 1)

وفي رواية: "والشر ليس إليك، والمَهديُ مَن اهَدَيتَ، أنا بك وإليك، لا مَنْجَى منك": مقصور لا ممدود ولا مهموز، مصدر ميمي، أو اسم مكان؛ أي: لا مَهْرَبَ من عذابك.
"ولا مَلْجَأ" بالهمزة وبدونه؛ أي: لا مخلص لمن طالبته.
"إلَّا إليك تباركت".
* * *

572 - عن أنس - رضي الله عنه -: أنَّ رجُلاً جاءَ إلى الصَّلاةِ وقدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ، فقال: الله أكبرُ، الحمدُ لله حَمداً كثيراً طَيباً مُباركاً فيه، فلمَّا قضَى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - صلاتَهُ، فقال: "أيكُمُ المُتكَلِّمُ بالكلماتِ؟، لقدْ رأيتُ اثنَيْ عَشَرَ مَلَكاً يَبْتَدِرُونهَا، أيهُمْ يرفعُها".
"وعن أنس: أن رجلًا جاء إلى الصَّلاة وقد حَفَزَه"؛ أي: جَهَدَه النَّفَس من شدة السعي إلى الصَّلاة لإدراكها.
"فقال: الله أكبر، الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه"؛ أي: حمداً جُعلت البركة فيه؛ يعني: حمداً كثيراً غايةَ الكثرة.
"فلما قضى رسول الله صَلَّى الله تعالى عليه وسلم صلاتَه قال: أيكم المتكلم بالكلمات؟ لقد رأيتُ اثني عشر ملَكاً يبتدرونها"؛ أي: ثوابَ هذه الكلمات.
"أيُّهم يرفعها"؛ يعني: سبق بعضهم بعضاً في كتابة هذه الكلمات، ورفعها إلى حضرة الله تعالى؛ لعِظَم قَدْرها، وتخصيصُ العدد نؤمن به ونُفوِّض إلى عالمه.
* * *

الصفحة 488