كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 1)

لمحذوف؛ أي: تكبيراً كبيراً.
"الله أكبر كبيراً، الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً": صفة لموصوف مقدَّر؛ أي: حمداً كثيراً "ثلاثًا".
"وسبحان الله بُكرةً"؛ أي: في أول النهار "وأصيلاً"؛ أي: في آخر النهار، منصوبان على الظرف، والعامل (سبحان).
"ثلاثاً"، خصَّ هذين الوقتين؛ لاجتماع ملائكة الليل وملائكة النهار فيهما.
"أعوذ بالله من الشيطان من نَفْخِه": بدل اشتمال، وهو إثارته الشرَّ فيه من الخُيَلاء والغضب والكِبْر، سَمَّى ذلك نفخاً لِمَا يوسوس إليه الشيطان في نفسه، فيعظمها عنده، ويحقر النَّاسَ في عينيه حتَّى يدخله الزهو، ويبقى كالذي نُفخَ فيه.
"ونفثِه"؛ أي: ممَّا يأمر النَّاسَ وإنشاء الشِّعر المذموم ممَّا فيه هَجْوُ مُسلِمٍ أو كفرٌ أو فسقٌ؛ لأنَّه كالشيء الذي يُنفَث من الفم كالرُّقية.
وقيل: النَّفْث: السِّحر الذي هو من الضلالات الشيطانية، كقوله تعالى: {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} [الفلق: 4].
"وهَمْزِه"؛ أي: من جعلِه أحداً مجنوناً، وقيل: الهَمْز: الوسوسة، كقوله تعالى: {وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ} [المؤمنون: 97].
* * *

575 - عن سَمُرة بن جُنْدُب: أنَّهُ حفِظَ عن رسولِ الله - صَلَّى الله عليه وسلم - سكتتَيْنِ: سَكتَة إذا كَبَّرَ، وسَكْتَةً إذا فرغَ مِنْ قراءةِ: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}، فصدَّقَهُ أُبيُّ بن كَعْبٍ.

الصفحة 490