كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 1)

أمَّنَ" بتشديد الميم "الإمامُ فأمِّنُوا"؛ أي: قولوا: آمين، مقارناً لتأمين الإمام.
"فإن الملائكةَ يُؤمِّنون معكم، فمَن وافَقَ تأمينُه تأمينَ الملائكة"؛ أي: في الإخلاص والخشوع، وقيل: في الإجابة، وقيل: في الوقت؛ وهو الصحيح.
اختُلف في هؤلاء الملائكة؛ قيل: هم الحَفَظَة، وقيل: غيرهم.
"غُفر له ما تقدَّم من ذَنْبه".
وفي رواية: "إذا أمَّنَ القارئ فأَمِّنُوا؛ فإن الملائكةَ تؤمِّن، فمَن وافَقَ تأمينُه تأمينَ الملائكة غُفر له ما تقدَّم من ذَنْبه".
وفي رواية: "إذا قال الإمام: {وَلَا الضَّالِّينَ} فقولوا: آمين" مدًّا وقصراً، معناه: اسمعْ واستَجِبْ، أو معناه: كذلك فَلْيكنْ، أو اسم من أسمائه تعالى (¬1).
"فإن الملائكة تقول: آمين، فمَن وافَقَ تأمينُه تأمينَ الملائكة غُفر له ما تقدَّم من ذَنْبه".
* * *

581 - وعن أبي مُوسَى الأَشْعَري، عن رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - قال: "إذا صلَّيْتُمْ فأقِيمُوا صفوفَكُمْ، ثمَّ لْيؤمَّكُمْ أحدَكُمْ، فإذا كَبَّرَ فكبرُوا، وإذا قال: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فقُولُوا: آمين يُجبْكُمُ الله، فإذا كَبَّرَ وركعَ فكبرُوا وارْكَعُوا، وإذا قالَ: سَمعَ الله لِمَنْ حَمِدَه فقولُوا: اللَّهمَّ رَبنا لَكَ الحَمْدُ، يسمَعِ الله لَكُمْ".
وفي روايةِ: "وإذا قرأَ فأنْصِتُوا".
"وعن أبي موسى الأشعري، عن رسول الله صَلَّى الله تعالى عليه وسلم
¬__________
(¬1) جاء على هامش "غ": "وهو اسم مبني على الفتح، مثل: أين، وكيف؛ لالتقاء الساكنين".

الصفحة 495