كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 1)

"ويطوِّل في الركعة الأولى ما لا يُطِيل": يحتمل أن تكون (ما) نكرة موصوفة؛ أي: تطويلاً لا يطيله "في الركعة الثَّانية"، وأن يكون مصدرية؛ أي: غير إطالته في الركعة الثَّانية.
"وهكذا في العصر، وهكذا في الصُّبح".
* * *

583 - قال أبو سعيدٍ الخُدري: كنَّا نَحزرُ قِيامَ رسولِ الله - صَلَّى الله عليه وسلم - كما في الظُّهْرِ والعَصْرِ، فَحَزَرْنَا قِيامَهُ في الرَّكْعَتَيْنِ الأُوْلَيَيْنِ مِنْ الظُّهْرِ قَدْرَ قِراءةِ {الم (1) تَنْزِيلُ} السَّجْدَة - وفي روايةٍ: في كُلِّ ركعةٍ قَدْرَ ثلاثينَ آية - وفي الأُخْرَيَيْنِ قدر النِّصْفِ مِنْ ذَلِكَ، وفي الرَّكعَتَيْنِ الأُوْلَيَيْنِ مِنَ العَصْرِ على قَدْرِ قِيامِهِ في الأُخرَيَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ، وفي الأخْرَيَيْنِ مِنَ العَصْرِ على النِّصْفِ مِنْ ذلك.
"وقال أبو سعيد الخُدري: كُنَّا نَحزِر"؛ أي: نُقدِّر، من (الحَزْر): التقدير.
"قيامَ رسول الله صَلَّى الله تعالى عليه وسلم في الظُّهر والعصر، فحَزَرْنا"؛ أي: قدَّرْنا "قيامه في الركعتين الأوليين من الظهر قَدْرَ قراءة: {الم (1) تَنْزِيلُ} السجدة".
وفي رواية: "في كل ركعة قَدْرَ ثلاثين آية، وفي الأُخريين قَدْرَ النصف من ذلك، وفي الركعتين الأوليين من العصر على قَدْر قيامه في الأُخريين من الظّهر، وفي الأخريين من العصر على النصف من ذلك".
* * *

584 - وقال جابر بن سَمُرة: كانَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يقرأُ في الظُّهْرِ بـ {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَىي} - ويروى: بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} - وفي العَصْرِ نَحْوَ ذلك، وفي الصُّبْح أطولَ مِنْ ذلك.

الصفحة 497