كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 1)

وفي الصُّبح بطِوالِ المُفَصَّلِ.
"وقال سليمان بن يسار، عن أبي هريرة: ما صلَّيتُ وراءَ أحدٍ أشبهَ صلاةً برسول الله صَلَّى الله تعالى عليه وسلم من فلان"، قيل: هو عليٌّ، وقيل: أمير بالمدينة، وقيل: عمر بن عبد العزيز.
"قال سليمان: فصلَّيت خلفَه"؛ أي: خلفَ ذلك الفلان.
"وكان يطيل الركعتين الأُوليين من الظُّهر، ويخفِّفُ الأُخريين، ويخفِّف العصر، ويقرأ في الركعتين الأُوليين من المغرب بقِصَار المفصَّل": وهو السبع الأخير، سُمي به لكثرة فصوله؛ أي: سُوَره، وقِصَاره مثل: {إِذَا زُلْزِلَتِ} [الزلزلة: 1]، {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1].
"وفي العشاء بأوساط المفصَّل"، أوساطه مثل: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ} [البروج: 1]، و {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1].
"وفي الصبح بطِوَال المفصَّل"، طواله مثل: (سورة محمد) و (القمر).
وقيل: طِوَاله من سورة: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا} [الحجرات: 1]، إلى سورة {عَمَّ}، وأوساطه: من {عَمَّ} إلى {وَالضُّحَى}، وقِصَاره: من {وَالضُّحَى} إلى آخر القرآن.
* * *

606 - وقال عُبادة بن الصَّامت: كنا خلفَ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في صلاةِ الفجرِ، فقرأَ فَثَقُلَتْ عليهِ القراءةُ، فلمَّا فرغَ قالَ: "لعلَّكم تَقْرَؤونَ خلفَ إمامِكُمْ؟! "، قلنَا: نعمْ يا رسولَ الله، قال: "لا تَفعلوا إلَّا بفاتِحَةِ الكتابِ، فإنَّه لا صلاةَ لمن لم يقرأْ بها" وفي روايةٍ قال: "وأنا أقولُ مالي يُنازِعُنِي القرآنُ!، فلا تَقْرؤوا بشيءٍ من القرآنِ إذا جهرتُ إلَّا بِأُمِّ القرآنِ".

الصفحة 508