كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 1)

"قال" أبو هريرة: "فانتهى النَّاس عن القراءة"؛ أي: تركوها.
"مع رسول الله صَلَّى الله تعالى عليه وسلم فيما جهر فيه بالقراءة من الصَّلاة حين سمعوا ذلك من رسول الله صَلَّى الله تعالى عليه وسلم" ومَن قال بقراءتها خلفَ الإمام في الجهرية حملَه على ترك الصوت في القراءة خلفَه.
* * *

608 - وقال رسولُ الله - صَلَّى الله عليه وسلم -: "إنَّ المُصلِّي يُنَاجي ربَّه، فلينظرْ ما يُناجيه به، ولا يجهرْ بعضُكم على بعضٍ بالقرآنِ".
"عن البَيَاضي أنه قال: قال رسول الله صَلَّى الله تعالى عليه وسلم: إن المصلِّي مناجٍ ربَّه": اسم فاعل من (ناجَى): إذا جرى سِرٌّ وكلامٌ خفيٌّ بين اثنين.
"فَلْينظرْ ما يناجيه به" (ما): استفهامية، والضمير في (ما يناجيه) راجع إلى (الربِّ)، وفي (به) إلى (ما)؛ يعني: فَلْيتأملْ في جواب ما يناجيه به من القول على سبيل التعظيم، ومواطأة القلب اللسانَ، والإقبال إلى الله تعالى، وذلك إنَّما يحصل إذا لم ينازعه صاحبُه بالقراءة.
"ولا يَجهَرْ بعضُكم على بعض بالقرآن"، عدَّى بـ (على) لإرادة معنى الغَلَبة؛ أي: لا يَغْلِبْ ولا يُشوِّشْ بعضُكم بعضاً جاهراً بالقراءة.
* * *

609 - وعن أبي هريرة أنه قال: قال النَّبيُّ - صَلَّى الله عليه وسلم -: "إنَّما جُعِلَ الإمامُ ليؤُتَمَّ بِهِ، فإذا كبَّر فكبروا، وإذا قرأَ فَأنصِتُوا".
"وعن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله صَلَّى الله تعالى عليه وسلم:

الصفحة 510