كتاب شرح المصابيح لابن الملك (اسم الجزء: 1)

إنما جُعل الإمامُ لِيُؤتَمَّ"؛ أي: ليُقتدَى "به".
"فإذا كبَّر فكبروا، وإذا قرأ فأَنْصِتُوا": يدل على أنه لا يقرأ خلفَ الإمام.

610 - وقال عبد الله بن أبي أَوْفَى: جاء رجلٌ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني لا أستطيعُ أن آخُذَ من القرآنِ شيئًا، فعلِّمْنِي ما يُجْزِئني، قالَ: "قلْ: سُبحانَ الله، والحمدُ للَّهِ، ولا إلهَ إلا الله، والله أكبرُ، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العليِّ العظيم"، قال: يا رسولَ الله!، هذا للَّهِ، فما لي؟، قال: "قلْ: اللهمَّ ارحمني، وعافِنِي، واهدِنِي، وارزُقني".
"وقال عبد الله بن أبي أَوْفَى: جاء رجلٌ إلى النبي - عليه الصلاة والسلام - فقال: إني لا أستطيع"؛ أي: في هذه الساعة "أن آخُذَ من القرآن شيئًا"، وقد دخلت عليَّ وقتُ الصلاة.
"فعلِّمْني ما يُجزِئني"؛ أي: في الصلاة.
"قال: قل: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله"، قال الشافعي: مَن تعذَّر عليه تعلُّم الفاتحة؛ إما لضيق الوقت أو لبلادته، ولم يعلم شيئًا من القرآن بقَدْر آيات الفاتحة وجب عليه أن يأتي بالتسبيح والتهليل بدل الفاتحة، فإذا فرغ من تلك الصلاة لزمَه أن يتعلَّمَها.
وقيل: معناه: لا أستطيع أن آخذَ من القرآن حزبًا أتقرَّب بتلاوته إلى الله في آناء الليل وأطراف النهار؛ والمعنى الأول أنسب بالباب.
(قال: يا رسولَ الله! هذا لله"؛ أي: هذه الكلمات ذِكرُ الله تعالى.
"فمالي؟ " علِّمْني شيئًا يكون لي فيه دعاء واستغفار.

الصفحة 511