كتاب تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة (اسم الجزء: 1)
وأما الأحاديث فمن المحتمل أن يكون النازل على جبريل معنى صرفا فكساه حلة عبارته وبينه للرسول صلى الله عليه وسلم بتلك العبارة وألهمه كما لقيه فأعرب الرسول بعبارة تفصح عنه هذا ما لاح لي ارتجالا والعلم عند الله وحده
المقدمة الرابعة
في بيان أنواع الحديث
ينبغي لك أن تعلم أنه ليس كل مل ينسب إلى الرسول - صلوت الله عليه - صدقا والاستدلال به جائزا فإنه روي عن شعبة - رحمه الله - أنه قال: نصف الحديث كذب وعن أحمد والبخاري ومسلم وغيرهم من أئمة الحديث - رحمهم الله - نحو ذلك
ولأنه نسب إليه - صلوات الله عليه - أنه قال "سيكذب علي" فهذا الخبر إن كان صدقا فلا بد من أن يكذب عليه وإن كان كذبا فقد كذب عليه وللمخافة عن هذا أوعد الشارع عليه وقال "من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار"
وهذا إنما وقع من الثقات لا عن تعمد بل إما لنسيان كما روي عن ابن عمر رضي الله عنه روى "إن الميت ليعذب ببكاء أهله" فبلغ ابن عباس رضي الله عنه فقال: "ذهل أبو عبد الرحمن إنه - عليه السلام - مر بيهودي يبكي على ميت فقال "إنه ليبكي عليه وإنه ليعذب"
الصفحة 10
551