كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 1)

{فَادْعُ لَنَا} فاسأل لأجلنا.
{رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا} والفوم: الخبز، أو الحنطة، وقيل: الثوم.
{وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ} لهم موسى:
{أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى} أَخَسُّ وَأَرْدَأُ.
{بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ} أشرفُ وأفضلُ، وجعل الحنطةَ أدنى في القيمة، وإن كانَ هو خيرًا من المنِّ والسلوى، وأرادَ بهِ أسهلُ وجودًا على العادة.
{اهْبِطُوا مِصْرًا} يعني: وإن أبيتُم إلا ذلكَ، فانزلوا مصرًا من الأمصار.
{فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ} من نبات الأرض.
{وَضُرِبَتْ} جُعِلَتْ.
{عَلَيْهِمُ} وأُلزموا.
{الذِّلَّةُ} الذُّلُّ والهوَان بالجِزْية، وهو ضِدُّ العزِّ.
{وَالْمَسْكَنَةُ} الفقر، سُمِّيَ الفقيرُ مسكينًا؛ لأن الفقرَ أسكنَهُ وأقعدَهُ عن الحركةِ، فترى اليهودَ -وإن كانوا أغنياءَ- كأنَّهم فقراءُ، فلا يُرى في أهل المالِ أذلُّ وأحرصُ على المالِ من اليهود. قرأ حمزةُ، والكسائيُّ، وخلفٌّ: (عَلَيْهُمُ الذِّلَّةُ) و {بِهِمُ الأَسبَابُ} [البقرة: 166] وشبهَه: بضم الهاء والميم في الوصل حيث وقع، ووافقَهم يعقوبُ في (عَلَيْهُمُ الذِّلَّةُ) وشبهه، ونافعٌ، وابنُ عامرٍ، وأبو جعفرٍ، وابنُ كثيرٍ، وعاصمٌ يكسرون الهاء، ويضمون الميمَ، وأبو عمرو

الصفحة 115