كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 1)

{وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (72)}.

[72] {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا} هذا أولُ القصة، وإن كانت مؤخرةً في التلاوة، واسمُ القتيل عاميل.
{فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا} أصلُه تدارأتم، فأُدغمت التاء في الدال، وأُدخلت الألف، مثل قوله: {اثَّاقَلْتُمْ} [التوبة: 38]. قرأ أبو عمرٍو، وأبو جعفرٍ بغير همزٍ، والباقون بالهمز، ومعناه: اختلفتم فيها (¬1).
{وَاللَّهُ مُخْرِجٌ} أي: مظهر.
{مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ} فإن القاتلَ كان يكتم القتل.
{فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73)}.

[73] {فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ} يعني: القتيلَ.
{بِبَعْضِهَا} أي: ببعضِ البقرة، وذلكَ البعضُ هو العظمُ الذي يلي الغضروفَ، وهو المقتل في قول ابن عباس، وأكثرِ المفسرين، وقيل: بذنبها، ففعلوا ذلك، فقام القتيلُ حيًّا بإذن الله تعالى، وأوداجُهُ تَشْخَبُ دمًا، وقال: قتلني فلان، ثم سقط ومات مكانَه، فَحُرم قاتلُه الميراث وقتله موسى قصاصًا (¬2)، ثم أمرهم موسى بسلخ البقرةِ، فلما سلَخوها، ملؤوا
¬__________
(¬1) انظر: "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص:139)، و"معجم القراءات القرآنية" (1/ 72).
(¬2) "وقتله موسى قصاصًا" سقط من "ظ".

الصفحة 130