كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 1)

{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (84)}.

[84] {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ} على نحو ما سبقَ من الإخبار في معنى النهي.
{لَا تَسْفِكُونَ} لا تريقون.
{دِمَاءَكُمْ} أي: لا يسفكْ بعضُكم دمَ بعض.
{وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ} أي: لا يخرج بعضُكم بعضًا من داره.
{ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ} بهذا العهد أنه حقٌّ، وقبلتم.
{وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ} اليوم على ذلك يا معشرَ اليهود، وتعترفون بالقبول.
{ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85)}.

[85] {ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ} يعني: يا هؤلاءِ اليهود! وهؤلاءِ للتنبيه.
{تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ} أي: بعضُكم بعضًا.
{وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ} قرأ أبو عمرٍو، والكسائيُّ (دِيَارِهِمْ)

الصفحة 142