كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 1)

تعظيمًا لهذه الحالة، فكأنها -وإن مضت- حاضرةٌ؛ لشناعتِها، ولثبوتِ عارِها عليهم وعلى ذريتهم بعدَهم.
{وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ (88)}.

[88] {وَقَالُوا} يعني: اليهود.
{قُلُوبُنَا غُلْفٌ} جمع أغلاف؛ أي: هي في أكِنَّةٍ، معناه: عليها غِشاوةٌ، فلا تَعي، ولا تَفْقَهُ ما تقول، قال الله تعالى:
{بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ} أي: أبعدَهم من كلِّ خير.
{بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَا يُؤْمِنُونَ} أي: لا يؤمنُ منهم إلا قليل؛ لأن من آمنَ من المشركين أكثرُ ممن آمنَ من اليهود، ونصب (قليلًا) على الحال.
{وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ (89)}.

[89] {وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} يعني: القرآن.
{مُصَدِّقٌ} موافق.
{لِمَا مَعَهُمْ} يعني: التوراة.
{وَكَانُوا} يعني: اليهود.
{مِنْ قَبْلُ} مبعث محمد - صلى الله عليه وسلم -.
{يَسْتَفْتِحُونَ} يستنصرون.

الصفحة 148