كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 1)

{وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} تهديدٌ شديد؛ لأن علمَه بهم كعلمِه بغيرهم، ثم قال مخاطبًا لنبيه - صلى الله عليه وسلم -:
{وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (96)}.

[96] {وَلَتَجِدَنَّهُمْ} اللامُ لامُ القسم، والنونُ تأكيده، تقديرُه: واللهِ لتجدنَّهم يا محمدُ؛ يعني: اليهود.
{أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ} متطاولةٍ، وهي حياتهم التي هم فيها.
{وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا} أي: وأحرصَ من الذين أشركوا، والمراد بالذين أشركوا: المجوسُ، سُمُّوا مشركين؛ لأنهم يقولون بالنور والظلمة.
{يَوَدُّ} يتمنى.
{أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ} يعني: يعيشُ.
{أَلْفَ سَنَةٍ} وهي تحيَّةُ المجوس فيما بينهم: عشْ ألفَ سنةٍ، يقول الله تعالى: اليهودُ أحرصُ على الحياة منَ المجوسِ الذين يقولونَ ذلك.
{وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ} بمباعده.
{مِنَ الْعَذَابِ} من النار.
{أَنْ يُعَمَّرَ} أي: طولُ عمرِه لا يُنقذه من العذابِ.

الصفحة 155