كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 1)

{مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ} أي: في الجنة.
{مِنْ خَلَاقٍ} نصيبٍ، خبرٌ.
{وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا} أي: باعوا.
{بِهِ أَنْفُسَهُمْ} أي: حظَّ أنفسِهم؛ حيثُ اختاروا السحرَ والكفرَ على الدينِ والحقِّ.
{لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} يعني: اليهود، وقولُه: {لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} بعدَ قوله {وَلَقَد عَلِمُواْ} أي: لما لم يعملوا بما علموا، فكأنهم لم يعلموا.
وقد أنكر القاضي عياضٌ -رحمه الله- قصةَ هاروتَ وماروتَ، ونسبَ ما قيل فيها من الأخبار إلى كتب اليهودِ وافترائهم كما نَصَّهُ الله أولَ الآيات من افترائهم بذلك على سليمان، وتكفيرهم إياه، وحَكى عن خالدَ بنِ أبي عمرانَ أنّه نزَّههما عن تعليم السحر، وحكى قولًا: أن هاروتَ وماروتَ عِلجان (¬1) من أهل بابل، وقيل: كانا ملكين من بني إسرائيل، فمسخهما الله، والله أعلم (¬2).
¬__________
= و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 144)، و"معجم القراءات القرآنية" (1/ 96).
(¬1) في "ن": "علمان".
(¬2) انظر: "الشفا بتعريف حقوق المصطفى" للقاضي عياض (2/ 853). قال ابن كثير في "تفسيره" (1/ 142): وقد روي في قصة هاروت وماروت عن جماعة من التابعين، كمجاهد والسدي والحسن البصري وقتادة وأبي العالية والزهري والربيع بن أنس ومقاتل بن حيان وغيرهم، وقصَّها خلق من المفسرين من المتقدمين والمتأخرين، وحاصلها راجع في تفصيلها إلى أخبار بني إسرائيل، إذ =

الصفحة 168