كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 1)

{مِنْ دُونِ اللَّهِ} مما سِوى الله.
{مِنْ وَلِيٍّ} وقريبٍ ولا صديقٍ.
{وَلَا نَصِيرٍ} ناصرٍ يمنعُكم من العذاب.
{أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (108)}.

[108] {أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ} نزلَتْ في اليهود حينَ (¬1) قالوا: يا محمدُ ايتنا بكتابٍ من السماءِ جملةً كما أتى موسى بالتوراة، قال الله تعالى:
{أَمْ تُرِيدُونَ} يعني: أَتُريدون، والميمُ صلةٌ.
{أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ} محمدًا - صلى الله عليه وسلم -.
{كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ} سألَهُ قومُه، فقالوا: {أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً} [النساء:153]، ففيه منعُهم عن السؤالات المقترحَةِ بعدَ ظهورِ الدلائل والبراهين.
{وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ} أي: أخطأ.
{سَوَاءَ السَّبِيلِ} أي: وسط الطريق. قرأ ابنُ كثيرٍ، وعاصمٌ، وقالونُ، وأبو جعفرٍ، ويعقوبُ: (فَقَدْ ضَلَّ) بإظهار دال (قد) عند الضاد، وكذلك عند الظاء والذال والزاي حيث وقع، وافقهم وَرْشٌ عند الذال والزاي (¬2).
¬__________
(¬1) في "ن": "حيث".
(¬2) انظر: "الغيث" للصفاقسي (ص: 134)، و"معجم القراءات القرآنية" (1/ 103).

الصفحة 174