كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 1)

ذلك، فنزلت هذه الآية (¬1). وقال عبدُ الله بنُ عمرَ: نزلت في المسافرِ يصلِّي التطوُّعَ حيثما توجَّهَتْ به راحلتُه (¬2)، وقيلَ غيرُ ذلك.
{إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ} أي: غنيٌّ يعطي من السَّعَة.
{عَلِيمٌ} بِنِيَّاتهم حيثما صلَّوا ودَعَوا.
{وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (116)}.

[116] {وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا} قرأ ابنُ عامرٍ: (قَالُوا) بغير واو، وقرأ الباقون بالواو (¬3). [و] (¬4) نزلتْ في يهود المدينة؛ حيث قالوا: عزيرٌ ابنُ الله، وفي نصارى نجران حيثُ قالوا: المسيحُ ابنُ الله، وفي مشركي العرب حيث قالوا: الملائكةُ بناتُ الله (¬5).
¬__________
(¬1) انظر: "أسباب النزول" للواحدي (ص: 19)، و"تفسير البغوي" (1/ 108).
(¬2) رواه مسلم (700)، كتاب: صلاة المسافرين وقصرها، باب: جواز صلاة النافلة على الدابة في السفر حيث توجهت.
(¬3) انظر: "الحجة" لأبي زرعة (ص: 110)، و"السبعة" لابن مجاهد (ص: 168)، و"الحجة" لابن خالويه (ص: 88)، و"الكشف" لمكي (1/ 260)، و"تفسير البغوي" (1/ 96)، و"الغيث" للصفاقسي (ص: 133)، و"التيسير" للداني (ص: 76)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 220)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 146)، و"معجم القراءات القرآنية" (1/ 106).
(¬4) زيادة من "ن".
(¬5) انظر: "أسباب النزول" للواحدي (ص: 20)، و"تفسير البغوي" (1/ 108)، =

الصفحة 182